الجزء الاول
لما كان العصفور يغرد بين اغصان شجيرات القرية الهادئة وكان الاطفال يلعبون العابا يضنها الكبار تافهة تخصهم ولا تجب دراستها والغوص في غمارها بينما نجد في البيوت امهات و اخوات بنات خالات وعمات يتسامرن الاحاديث الطويلة والاخبار الحديثة التي تعتبرها الواحدة منهن سبقا صحفيا اذا ما اسردتها قبل خليلاتها يتجمعن في بيت من البيوت محملات بالهدايا والحلويات متوقعين كرم ضيافة من ست البيت التي تنظف المنزل وتهياه لضيفاتها لانها تخشى ان يصفن بيتها بالقبيح والمتسخ فتبقى وصمة عار في جبينها الى يوم القيامة المسالة في نظرها مسالة حياة او موت لان الخليلات سيتبادلن الاقاويل الكثيرة والطويلة لبناتهن وبنات بناتهن عنها وعن بيتها المتسخ لذلك وكغير عادتها تنهض مبكرا لتحضر ادوات النظافة فتفرك وتبيض وتغسل ولا يرتاح لها بال ولا تتوقفعن هذه الحملة الا اذا ما قدم شخص ما ومدح عملها ونشاطها ورائحة النظافة التي تنبعث من بيتها.........
الجزء الثاني
عندها تهيء نفسها تلبس اغلى الثياب وتضع بعضا من مجوهراتها فهي ككل نساء القرية تخشى العين والحسد فتضع عقدا من الذهب وخاتما واساور بسيطة تفتح الباب فتفاجا بخالتها تاتي على غير عادتها من دون اي تنبيه او تحذير بمجيئها المفاجا الذي بعثر افكارها وشت كل حساباتها السابقة ورغم اهمية الخطا الفادح الا ان صاحبة البيت تستقبلها بوج بشوش وترحيب حار تجلسها بالمطبخ حيث تعد لها القهوة والحلويات ثم تبدا الخالة بسرد اخبارها ومشاكلها وصاحبة المنزل تستمع في اهتمام ظاهر وغيظ مكتوم تجيب بنعم وتارة بربما مرة تسردلها خبر الجارة المجنونة التي سكنت حديثا بالقرب منها وعن اولادها الشياطيين وتارةاخرى تنظر الى الكمية القليلة للطعام والحم فتنتفض الى غرفتها علها تجد بعض الدنانير لتشتري المزيد من اللحم ترى الخالة مقدار توترها فتفهم السبب هناك من تنتظره على الغداء ولا يجب ان تفسد لها حساباتها وتضايقها تهم الخالة بالمغادرة متحججة ترك اولادها بمفردهم في البيت و لكن صاحبة المنزل تحلفها باهم شيء عندها للبقاء رغم ما تخفيه عنها من عكس ذلك ولكن الخالة تصر تغلق الباب وتجري نحو المطبخ تعد الطعام في عجلة تستعمل اجمل الاواني ثم تضعها في غرفة الضيوف.....